اليوم العالمى للغة الأم
من ليس له لغة ليس له هوية ولا تاريخ
مستقبل اللغة الأم واستمرارها
هو رهنٌ بعوامل كثيرة أهمّها جهود المؤسسات الرسمية المعنية، والأعمال العلمية
والبحثية والإعلامية، إضافةً إلى الجهد الفردي لأبناء الوطن لحفظ لغتهم وصيانتها عبر
مرور الزمن.
اللغة الأم ليست مجرد
كلمة عابرة، بل هي مسؤولية كل فرد في المجتمع ومن واجبه أن يحافظ على لغته وأن
يعلمها لأولاده، ويرسخها في أذهانهم ليحافظوا عليها على أنها كنز ثمين ، من ليس له
لغة ليس له هوية ولا تاريخ.
لماذا يتم الاحتفال باليوم العالمى للغة الأم فى العالم؟
حظى اللغات
بثقل استراتيجى هام فى حياة البشر والكوكب بوصفها من المقومات الجوهرية
وركيزة أساسية فى الاتصال والاندماج الاجتماعى والتعليم والتنمية، مع ذلك، فهى
تتعرض جراء العولمة إلى تهديد متزايد أو إلى الاندثار كليا، وهناك ما لا يقل من 43
% من اللغات المحكية حاليا في العالم والبالغ عددها 6000 لغة معرضة للاندثار، أما
اللغات التي تعطى لها بالفعل أهمية في نظام التعليم والملك العام فلا يزيد عددها
عن بضع مئات، ولذلك يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمى للغة الأم، وهو
احتفال سنوى يتم في جميع أنحاء العالم، بهدف تعزيز الوعى بالتَنوع اللغوى والثقافى
وتعدد اللغات.
ما هي قصة الاحتفال بهذا اليوم؟
في عام
1948 قام رئيس وزراء باكستان ''محمد علي جناح'' بفرض لغة الأوردو
على بنغلاديش (باكستان الشرقية حاليا).
وفي عام
1952 قررت حكومة باكستان فرض الأردية لغة رسمية
ووحيدة بينما غالبية السكان في البنغال
الشرقية يتحدثون البنغالية.
وقد تحدى
البنغاليون هذا القرار فقاموا باحتجاجات عديدة من أجل إقرار لغتهم في التعليم
ووسائل الإعلام وفي العملة وطوابع البريد وغيرها.
وفي 21
فبراير عام 1952 قام طلبة ونشطاء سياسيون باحتجاجات تصدت لها القوات الباكستانية
مما أسفر عن مقتل خمسة من الطلبة المتظاهرين.
وفي عام
1956 منحت حكومة باكستان وضعية اللغة الرسمية للغة البنغالية بعد سنوات من النزاع.
وفي 26
مارس 1971 استقلت باكستان الشرقية (بنغلاديش) عن باكستان وأصبحت البنغالية هي
اللغة الرسمية للدولة الوليدة.
ويتحدث
اللغة البنغالية أكثر من 196 مليون شخص في بنغلاديش وولايات البنغال الغربية
وتريبورا وآسام في الهند.
و اللغة
البنغالية المركز السابع في العالم من حيث عدد المتحدثين بها وهي لغة ثرية من
الناحية الأدبية.
متى تم تخصيص يوم 21 فبراير يوما عالميا للغة الأم؟
اعتبر 21
فبراير، من كل عام، اليوم العالمى للغة الأم، عندما أعلن للمرة الأولى من قبل
منظمة اليونسكو فى 17 نوفمبر 1999م.
متى تم الاعتراف به رسميًا؟
تم الاعتراف
بها رسميًا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة فى قرار وضع عام 2008 السنة
الدولية للغات.
من أين جاءت فكرة الاحتفال باللغة الأم؟
كانت فكرة
الاحتفال باليوم الدولى للغة الأم مبادرة في بنجلاديش، تبنت فى 21 فبراير، وهو
ذكرى اليوم الذى قاتل فيه البنجلاديشيون من أجل الاعتراف بلغة البنغالي،. ويعد اليوم الدولى للغة
الأم هو يوم عطلة وطنية فى بنجلاديش.
من صاحب الاقتراح؟
اقترح
القرار من قبل رفيق الإسلام، والبنغال الذين يعيشون فى فانكوفر، بكندا، وكتب رسالة
إلى كوفى عنان فى 9 يناير 1998 يطلب منه فيها اتخاذ خطوة لإنقاذ لغات العالم من
الانقراض بإعلانها اليوم الدولى للغة الأم.
متى بدأ الاحتفال باليوم العالمى باللغة الأم؟
تم
الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم منذ عام 2000 م، لتعزيز السلام وتعدد اللغات في
جميع أنحاء العالم وحماية جميع اللغات الأم. تميز يوم 21 فبراير بالاعتراف بحركة
اللغة البنغالية عام 1952 في بنجلاديش.
هل هناك تقاليد معينة لاحتفال
منظمة اليونسكو بهذا اليوم؟
تختار
اليونسكو موضوعًا لكل يوم عالمى للغة الأم، وترعى الفعاليات ذات الصلة فى مقرها فى
باريس في عام 2008، بدأت السنة الدولية للغات فى اليوم الدولي للغة الأم، يتم
الاحتفال به أيضًا فى تشيلي وروسيا والفلبين ومصر وكندا
لغات مهددة
ومن المعروف
أن في العالم سبعة آلاف لغة، يسجل علماء اللغات موت إحداها كل أسبوعين. ومن
المتوقع أن تندثر نصفها بنهاية القرن الحالي.
-من ربع
اللغات التي ينطق بها سكان الولايات المتحدة وعددها 192 قد انقرض، وإن 71 منها في
خطر محدق.
ومن هذه
اللغات:
° "جروس فينتري" في شمالي
وسط مونتانا التي لا يصل عدد المتحدثين بها إلى عشرة اشخاص جميعهم مسنون،
وليس بينهم من يتحدث اللغة
بطلاقة، إذ توفي آخر هؤلاء عام 1981.
° كذلك هناك لغة "مينوموني"
التي يتحدث بها الناس في شمالي شرقي ولاية ويسكونسين حيث لم يبق من
المتحدثين بها سوى 35 شخصا.
-في باكستان
هناك "لغة باديشي" التي لغة كانت تستخدم على نطاق واسع في واد بعيد
تغطيه الثلوج، في أعماق المنطقة الجبلية شمالي باكستان.ولكنها تعد الآن لغة منقرضة
حيث لا يتحدثها سوى 3 أشخاص فقط.
ويقول موقع
إثنولوغ، الذي يهتم بلغات العالم ويضم قوائم بها جميعا، إن باديشي ليس لديها
متحدثون بها معروفون على مدى أكثر من ثلاثة أجيال.ولكن يوجد في وادي بيشيغرام
ثلاثة رجال كبار السن لا يزالون يستخدمون تلك اللغة.
ويقول أحد
هؤلاء الرجال، وهو رحيم غول: "في الجيل السابق كانت باديشي تستخدم في القرية
برمتها".
ويضيف
"لكننا جلبنا للزواج نساء من قرى أخرى يتحدثن بلغة "تورالي"، وتحدث
أطفالهن لغة أمهاتهم، ولذلك بدأت لغتنا تموت".وتعد "تورالي" اللغة
المهيمنة في المنطقة، وهي نفسها تتعرض للضغط من قبل لغة الباشتو، وقد دفعت باديشي
إلى حافة الهاوية في الوادي.
وقال سعيد
غول، وهو ابن عم رحيم غول "أطفالنا الآن وأطفالهم يتحدثون بالـ"تورالي.
فمع من نتحدث لغتنا؟"
-وفي قلب
الجزيرة العربية تعيش قبائل عربية تقرض الشعر وتشتهر بتربية أفضل سلالات الإبل
..إنهم عرب أقحاح، لكن لغتهم الأم ليست العربية، وهم ينتمون الي قبائل المهرة التي
يتحدث أبناؤها لغة سامية قديمة غير مكتوبة، هي اللغة المهرية.
والمهرية هي
إحدى اللغات المهددة بالانقراض وموطنها جنوب شبه الجزيرة العربية ويتراوح عدد
المتحدثين بها بين 100 ألف و 200 ألف شخص. والأمهرية، وهي لغة سامية يتحدثها
الأثيوبيون، هي الأقرب إلى اللغة المهرية من العربية.
غير أن
الصورة ليست بهذه القتامة حيث يتم إحياء بعض اللغات شبه المنقرضة كاللغة
"ليفونيان" في لاتفيا من خلال جهد شبابي وباستخدام الشعر.
وهناك لغات
لم يتم اكتشافها إلا في السنوات الأخيرة، فلغة الإندي لم تعرف إلا حين اكتشف أحد
الصحفيين مجموعة صغيرة من المتحدثين بها على الحدود بين بيرو وإكوادور.
وتجدر الإشارة
إلى أن الكثير من البلدان في القارة الأوروبية حصلت على حق التعليم
باللغة الأم، مثل اللغة الإيرلندية في جمهورية إيرلندا، والكتالونية والباسكية في الإقليمين المستقلين وكانتا مرتبطتين باللغة
الإسبانية، واللغة الكورسيكية وكانت مرتبطة باللغة الفرنسية.
وبالإضافة
إلى اللغة العربية، تعترف بلدان في المنطقة العربية ببعض اللغات الأم
كاللغة الأمازيغية التي يتم تدريسها وأنشئت لها معاهد تعليمية كما هو الحال
في المغرب والجزائر.