الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

مقال حول جيرمان تيون بقلم نور الدين برقادي

 صديقة الجزائر وعاشقة الأوراس

جيرمان تيّون أو جيرمان الشاوية. 
(2008-1907)   
                                                                      بقلم :  نورالدين برقادي

      أحيت الأوساط الثقافية في فرنسا وفي العديد من دول العالم، خلال شهر أفريل 2010، الذكرى الثانية لرحيل الباحثة الأنثروبولوجية الفرنسية، جيرمان تيون، التي توفيت يوم 19 أفريل 2008 عن عمر يناهز 101 عام، وكانت شاهدة على أكثر من قرن، حيث ولدت يوم 30 ماي 1907 بمدينة ألغير الفرنسية.
      درست الباحثة على يد مارسال مـوس  MARCEL MOUSSولـويس ماسينيـون L. MASIGNON في معهد الدراسات الإثنية Institut D’Ethnologie والذي تخرجت منه سنة 1932.
شهدت حياة جيرمان تيون ثلاث محطات كبرى:
-      الأوراس سنوات الثلاثينيات.
-      محاربة النازية في الأربعينيات.
-      العودة إلى الجزائر أثناء الثورة التحريرية في الخمسينيات.
      ففي سنة 1934، أرسلت إلى الأوراس في مهمة علمية، استغرقت فيها مدة ست سنوات، أنجزت خلالها مذكرتي دكتوراه اختفتا أثناء اعتقالها في المعتقل النازي "رفنسبروك" RAVENSBRUCK سنة 1943. وبالنسبة لجيرمان تيون؛ فالأوراس ".. قصة صداقة مع الشعب الجزائري؛ حيث استقبلت في كلّ مكان كواحدة من العائلة.." وهذا في حوارها مع يومية الوطن الجزائرية الصادرة بتاريخ 04/10/2000. ألّفت الباحثة في فترة لاحقة، 03 كتب حول رحلتها الأوراسية، الأول تحـت عنــوان: "الحــريم وأبنــاء الأعمــام" « Le Harim et Les Cousins » سنة 1966، أما الكتاب الثاني فعنوانه: "كانت هناك مرة الإثنوغرافيا" «Il était une fois l’ethnographie»  سنة 2000.
      والكتاب الثالث بعنوان: "الجزائر الأوراسية" «L’Algérie Aurésienne» بالتعاون مع نانسي وود، صدر سنة 2001. إلى جانب مؤلفات أخرى عديدة.
      تحدثت المؤلفة في كتبها عن الشاوية الذين اكتشفتهم سنة 1934، خاصة في جبل أحمر خدو( جنوب الأوراس) وهي لا تتجاوز 27 سنة من عمرها.
      انضمت جيرمان تيون إلى المقاومة ضد النازية في شهر جوان 1940، وتم إيقافها سنة 1942 ونقلت إلى معتقل "رافنسبروك" سنة 1943 ولم يطلق سراحها إلا سنة 1945.
      في الفترة الممتدة بين سنتي (1945 – 1954) قامت بجمع شهادات حول جرائم النازية ونشرتها في مجموعة من الكتب.
      مع اندلاع الثورة التحريرية الكبرى سنة 1954، زارت الباحثة الجزائر وأنشأت عدة مراكز اجتماعية، دامت الزيارة إلى غاية 1956، إذ في هذه السنة عادت إلى فرنسا. كما زارت الجزائر مرة أخرى سنة 1957 رفقة لجان تقصي الحقائق، وفي شهر جويلية من نفس السنة التقت بمجموعة من مجاهدي الثورة وعلى رأسهم المجاهد ياسف سعدي. لجنة التقصي الدولية زارت عدة محتشدات وسجون استعمارية بالجزائر.
      سنة بعد استقلال الجزائر (1963) أسست بمعية "إيدموند ميشلي" (جمعية الصداقة الفرنسية الجزائرية). وتعد جرمان تيون من بين أهم الشخصيات التي أمضت على نداء إدانة التعذيب أثناء حرب التحرير الجزائرية في 31 أكتوبر 2000.
      تحصلت الباحثة عبر مسيرتها الحافلة بالانجازات على الكثير من الأوسمة الرفيعة، كما أنجزت العديد من الدراسات والأفلام الوثائقية حول فكر ومسار هذه المناضلة الإنسانية وصديقة الجزائر.
      الاحتفال بذكرى وفاة هذه المناضلة الكبيرة تم في عدة دول باستثناء الجزائر التي ألفت التنكر لأبنائها فكيف بأصدقائها ؟.


نورالدين برقادي، جريدة الأحداث: 30 جوان 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات أخرى